بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 25 يونيو 2011

دور الاخصائي مع الطبيب النفسي في الفريق العلاجي

دور الاخصائي مع الطبيب النفسي في الفريق العلاجي


دور الأخصائي النفسي مع الطبيب النفسي في الفريق العلاجي
Role of Psychologist with Psychiatrist in the Psychotherapeutic Team

د‎ لطفي عبدالعزيز الشربيني


مقدمة <

طبيعة الأمراض النفسية <

العلاج النفسي الحديث <

اعتبارات عامة وبعض المفاهيم والتعريفات <

الفريق العلاجي النفسي <

مجالات عمل الأخصائي النفسي <

الوضع المهني للأخصائي النفسي <

الاستنتاج والتوصيات <



* مقدمة:

كما أن الكثير من المعلومات الخاصة بالموضوعات النفسية بصفة عامة لايزال يحيط به الغموض، فإن دور الأخصائي النفسي أو الباحث النفسي (Psychologist) يظل أحد المناطق التي لايعرف عنها الكثير من الناس أي شئ، ولعل ذلك مادفعني إلى محاولة إلقاء الضوء على هذه المنطقة التي تتصل مباشرة

بالخدمات النفسية التي يتم تقديمها بالخدمات النفسية التي يتم تقديمها لقطاعات المجتمع ليس فقط من خلال المؤسسات التي تتخصص في العلاج أو الإرشاد النفسي، ولكن في مواقع متعددة في أي مكان يتواجد به تجمعات من الناس في مختلف الأعمار مثل أماكن العمل أو الدراسة أو غير ذلك‎ وفيما يلي سنقدم أولاً نبذة عن طبيعة الأمراض النفسية وانتشارها في المجتمع في عصرنا الحالي، ثم عرضاً لوسائل العلاج النفسي الحديث، وتحديداً لبعض المفاهيم الهامة فيما يتعلق بالموضوع، قبل أن ننتقل إلى الحديث عن فكرة الفريق العلاجي، والوضع المهني للأخصائي النفسي ومجالات عمله في مختلف المواقع‎.


* طبيعة الأمراض النفسية:

يختلف المرض النفسي عن غيره من الأمراض التقليدية في عدة اعتبارات أهمها الغموض الذي كان ولايزال يحيط بالاضطرابات النفسية،وقد أدى ذلك إلى كثير من المعتقدات غير الواقعية والأوهام التي تحيط بالأمراض النفسية مقارنة بغيرها من الأمراض الأخرى‎ ومن المعروف أن الاضطرابات النفسية هي تلك التي تنشأ نتيجة لخلل يصيب النفس أو العقل،وتبدو في صورة اضطرابات في الوظائف العقلية مثل التفكير والسلوك والوجدان‎ ومن المفترض أن الطب النفسي (Psychiatry) هو التخصص الذي يهتم بهذه الحالات، أما بقية الفروع والتخصصات الطبية الأخرى فإنها تهتم بالخلل الذي يصيب أعضاء الجسم ووظائفه المختلفة‎.

ورغم أن الطب النفسي الحديث قد نشأ وتطور على مدى عدة عقود خلال القرن الحالى على عكس العلوم الطبية الأخرى ذات التاريخ الطويل المدون والتي تقدمت على مدى قرون طويلة،غير أن تاريخ الاهتمام بالأمراض النفسية يرجع إلي عصور قديمة؛حيث تحدث "أبقراط" (350 ق‎م) عن علاقة النفس بالجسد، ومن برديات قدماء المصريين مثل بردية "إيبرس" (Ebers Papyrus) ورد وصف لبعض الاضطرابات النفسية وأساليب علاجها، ولقد تغير مع الوقت كثير من المفاهيم حول المرض النفسي وطرق التعامل مع المرضى النفسيين تبعاً للتطور وللمعلومات التي أضافتها الأبحاث التي نشطت مؤخراً لكشف غموض الأمراض النفسية، ويدل على ذلك تعديل تقسيم الأمراض النفسية وتحديد أنواعها عدة مرات على مدى النصف الثاني من القرن الحالي، وبعد أن كانت الأمراض النفسية تمثل مجموعة صغيرة من الأمراض، فقد تم حالياً وصف الخصائص المميزة والتشخيص والعلاج لما يقرب من 100 من الاضطرابات النفسية من خلال التصنيفات العالمية وأهمها التصنيف الدولي للأمراض ـ المراجعة العاشرة (ICD-10)(International Classification of Diseases-10) والتي صدرت عن منظمة الصحة العالمية (WHO,1992)، والتقسيم الأمريكي للأمراض النفسية الذي صدرت المراجعة الرابعة منه مؤخراً (Diagnostic & Statistical Manual-IV) (DSM-IV) عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA,1994).


* العلاج النفسي الحديث:

شهدت أساليب العلاج تطوراً كبيراً على مدى السنوات الأخيرة، وعند إلقاء نظرة على تاريخ العلاج النفسي نجد أن العلاج كان يتم قديماً ببعض الوسائل التي لايزال بعضها مستخدماً حتى الآن، فقد كان العلاج في مصر القديمة يتم عن طريق الإيحاء بواسطة الكهنة مع اللجوء للترويح والموسيقى واستخدام الأعشاب، أما في العصور الوسطى فقد كان المرضى العقليين يعاملون بقسوة نظراً للإعتقاد بأن أرواحاً شريرة تتلبس أجسادهم، فكانوا يتعرضون للضرب والحرق والإغراق، وحديثاً بدأ إنشاء المصحات والمستشفيات العقلية، وتغيرت أساليب العلاج والتعامل مع المرضى النفسيين، وبدأ تطبيق أساليب العلاج النفسي واستخدام الأدوية الحديثة في العلاج مما انعكس على النتائج الإيجابية بارتفاع نسبة الشفاء من الأمراض النفسية في الوقت الحالي‎.

ويقوم العلاج النفسي الحديث على نظريات تستند إلى مبادئ التحليل النفسي (Psychoanalysis) مع التركيز على كل الأزمات النفسية وإعادة التوافق أو العلاج الاستعرافي (Cognitive) الذي يتعامل مع تفكير الشخص لمساعدته على التخلص من مشكلاته، والعلاج الذي يقوم على التفاعل بين الأشخاص (Interpersonal)، أو الاتجاه الانتقائي (Elective) الذي لايتبع مدرسة محددة بل يختار مايلائم الموقف من المدارس والنظريات المختلفة، ويقوم العلاج على تطبيق قواعد هامة فيما يتعلق بالعلاقة بين المعالج (Therapist) من أي تخصص سواء كان الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي أو غيره، وبين المريض الذي يخضع للعلاج وكثيراً مايوصف بالعميل (Client)، ويتم العلاج النفسي وفق خطوات مدروسة حسب طبيعة الحالات باستخدام أساليب ومهارات يتدرب على تطبيقها المعالجون النفسيون‎.


* اعتبارات عامة وبعض المفاهيم والتعريفات:
يقوم على خدمات الصحة النفسية في الأنظمة الحديثة مجموعات متكاملة من تخصصات مختلفة يعمل أفرادها معاً في مؤسسات تقدم الرعاية النفسية من خدمات الوقاية والعلاج والإرشاد والتأهيل، ونظراً للتداخل في الأدوار بين العاملين في هذا المجال فإننا نبدأ بتوضيح بعض المفاهيم والتعريفات، فقد ظلت مشكلة التحديد (Delineation) للأدوار المهنية للعاملين في مجال الصحة النفسية محل جدل وخلاف كانت ولاتزال له نتائج سلبية على خدمات الصحة النفسية.‎
وفي البداية فإن مفهوم الطب النفسي (Psychiatry) قد أصبح محدداً على أنه أحد فروع الطب الذي يهتم بحالات الاضطراب والخلل الذي يصيب العقل والنفس، وإذا كان ذلك واضحاً إلى حد ما بالنسبة للمهنيين والأطباء، فإن التحديد ليس بنفس الوضوح بالنسبة للعامة من الناس بدليل أن الكثير من المرضى النفسيين لايذهبون للعلاج لدى الأطباء النفسيين بقدر مايذهبون إلى الأطباء من تخصصات الطب الأخرى،أو إلى الأطباء الشعبيين والمشعوذين.‎
وعلم النفس (Psychology) هو أحد فروع العلوم الإنسانية ويبحث في الظواهر السلوكية،والشخصية والذكاء والذاكرة، وغير ذلك فيما يتعلق بالنفس الإنسانية، وتحت هذا العلم تخصصات مختلفة ومجالات عديدة‎.
يقوم الطبيب النفسي (Psychiatrist) بالدور العلاجي باستخدام كل الوسائل الطبية والنفسية والأدوية والعلاج الكهربائي حسب تشخيص الحالات النفسية،أما الأخصائي النفسي (Psychologist) فإنه الذي يحمل التأهيل الدراسي والتدريب في مجال علم النفس، وكثيراً مايكون متخصصاً في فرع دقيق لعلم النفس مثل علم النفس السريري الذي يتعامل مع المشكلات النفسية والحالات المرضية ويسمى بالإخصائي النفسي السريري (Clinical Psychologist).
تم الفصل بين تخصص الطب النفسي (Psychiatry) وقد ورد تعريفه وبين تخصص الأمراض العصبية (Neurology)الذي يهتم بأمراض الجهاز العصبي العضوية مثل الشلل الحركي، النزيف الدماغي والأورام والصرع،ولامجال للخلط بين التخصصين كما يحدث بين العامة حين يصفون المرض النفسي بمرض "الأعصاب" كما أن تخصص جراحة المخ والأعصاب (Neurosurgery) يهتم بالتدخل الجراحي لعلاج أمراض الجهاز العصبي ولا مجال للخلط بين مجالاته وبين مجالات الطب النفسي‎.


* الفريق العلاجي النفسي:
(Psychotherapeutic Team)

مع التطور الذي شمل كل مجالات الممارسة العلاجية للاضطرابات النفسية، ومع ظهور المؤسسات الحديثة التي تقوم على تقديم خدمات الرعاية النفسية المتكاملة وتعمل في مجالات الوقاية، والعلاج النفسي، والإرشاد، والتأهيل، كانت هناك حاجة ماسة إلى التعاون بين أفراد من تخصصات مختلفة يقوم كل منهم بالتركيز على مجال محدد،وتتكامل جهودهم تحت هدف واحد هو تقديم المساعدة للحالات في صورة خدمة نفسية حديثة منظمة، ومن هنا نشأت فكرة الفريق العلاجي الذي يضم عدداً من المتخصصين في مجالات متعددة يتم التنسيق فيما بينها بحيث يتم توزيع الأدوار على كل من عناصر هذا الفريق‎ ويضم الفريق العلاجي الذي يقوم بتقديم خدمات الرعاية النفسية، الطبيب النفسي الذي يقوم بدور قيادة هذا الفريق في العادة ويتولى الواجبات الطبية بداية من التشخيص إلى خطة العلاج بالأدوية أو العلاج الكهربائي أو وسائل العلاج الأخرى بناء على الخبرة الطبية السريرية وخبرة التخصص في الطب النفسي، ومعه الأخصائي النفسي أو الباحث النفسي وعادة مايكون تخصصه الدقيق بعد الدراسة والتدريب في مجال علم النفس السريري مما يوفر له خلفية ملائمة حول طبيعة الاضطرابات النفسية، ومهارات القياس النفسي، وطرق العلاج النفسي، وكذلك الأخصائي الاجتماعي الذي يقوم بتقصي الجوانب الاجتماعية والأسرية للحالات ويتابع أحوال المريض في المنزل والعمل خلال فترة العلاج والمتابعة، وقد ينضم إلى الفريق العلاجي عناصر أخرى مثل أفراد التمريض النفسي (Psychiatric Nurse)، أو المعالجين بالتأهيل (Occupational Therapists)، أو غيرهم‎.

وهناك أهمية خاصة للتعاون والتنسيق بين أفراد الفريق العلاجي للحصول على نتائج جيدة، ويتم ذلك من خلال توزيع الأدوار ومعرفة كل فرد في الفريق بدوره في عملية التشخيص والعلاج والمتابعة، كما يجب أن يتم ذلك من خلال تنظيم معروف يتم فيه إسناد مهام محددة في عملية الفحص والتعامل مع الحالات، وإعداد التقارير، والقيام بعمليات القياس والاختبارات، والإرشاد والتوجيه للمرضى وأقاربهم، ومتابعة الحالات في مراحل العلاج المختلفة وفق خطة يلتزم بها أفراد الفريق العلاجي‎.


* مجالات عمل الأخصائي النفسي:

نظراً لأن اهتمامنا الرئيسي يتجه إلى الممارسة المباشرة للخدمات النفسية من خلال المؤسسات التي تقوم بتقديم الخدمات العلاجية مثل المستشفيات والعيادات النفسية، فإن التركيز على دور الأخصائي النفسي السريري في الفريق العلاجي يحتل المقدمة في سلم الأولويات في هذا التقرير، وتعتبر المجالات التشخيصية والعلاجية للحالات النفسية من المناطق الهامة التي يقوم الأخصائي النفسي بدور أساسي يتطلبه تقديم خدمات متكاملة بأساليب حديثة، وفي مجال التشخيص فإن الأخصائي النفسي ينفرد بالتأهيل والتدريب على مهارة استخدام القياس النفسي (Psychometry)، وهو مجال هام يتم فيه استخدام أدوات واختبارات متعددة من أمثلتها المقاييس المستخدمة لتقدير نسبة الذكاء للصغار والكبار، والتي يتم من خلالها الحصول على معلومات كمية ونوعية لها أهمية خاصة في وضع بعض الحالات في فئات تشخيصية، ويتحدد على أساسها الأساليب الملائمة للتعامل معها،وبعض الحالات يتم إعادة وضعها في المكان الملائم بناء على تشخيص قياس الذكاء وتحديد مسارها في التعليم والتدريب والعمل‎.

وتسهم الاختبارات النفسية عند استخدامها في الممارسة السريرية أيضاً ـ بالإضافة إلى المساعدة على الوصول إلى التشخيص الدقيق لبعض الحالات ـ في التحديد الكمي والكيفي لشدة الأعراض، ويفيد ذلك في متابعة بعض الحالات ورصد التغيرات التي تطرأ عليها خلال فترة العلاج وبعدها، ومثال ذلك مقاييس القلق والإكتئاب والوساوس والفصام، وأعراض بعض الاضطرابات النفسية التي يمكن من خلالها متابعة تقديم الحالات وتحديد استجابتها للعلاج، ويتم ذلك بصورة روتينية في المراكز الحديثة للعلاج النفسي بالإضافة إلى أهمية استخدام هذه المقاييس على نطاق واسع عند إجراء الأبحاث النفسية سواء بغرض المسح (Screening)، أو التشخيص (Diagnosis)، أو التنبؤ بالحالة المرضية (Prognosis) لبعض الحالات النفسية‎.

وفي المجال العلاجي، يقوم الأخصائي النفسي من خلال الفريق بواجبات علاجية متعددة من واقع تأهيله وتدريبه على تطبيق أساليب العلاج النفسي (Psychotherapy)، ويتم ذلك بطرق متعددة للعلاج الفردي (Individual)، أو العلاج الجماعي (Group therapy) حيث يقود أو يساعد في قيادة مجموعة من الحالات يتم علاجها معاً في جلسات جماعية، ومن الأساليب التي يتم تطبيقها حالياً، يمكن للأخصائي النفسي التدريب وأحياناً التخصص تماماً ـ في أي من أسلوب العلاج السلوكي (Behavior therapy)، وعلاج الأسرة (Family therapy)، وعلاج الزوجية (Conjoint Couple therapy) أو العلاج الزواجي (Marital therapy)، وغيرها من الأساليب التي يحتاج تطبيقها إلى مهارات خاصة‎ ويمكن للأخصائي النفسي التدريب على استخدامها وتطبيقها أسلوب العلاج بالاسترخاء (Relaxation therapy)، والعلاج الاستعرافي (Cognitive therapy) والعلاج النفسي المخطط المختصر (Planned brief psychotherapy)، ويتم ذلك في العادة من خلال خطة للعلاج يتم وضعها بواسطة الفريق العلاجي ويقوم كل من أفراده بدور محدد بداية من التشخيص إلى تنفيذ العلاج والمتابعة‎.

ومن خلال الممارسة في مجال الطب النفسي فقد قمنا بتطبيق أسلوب علاجي يتم فيه نوع من التعاون والتنسيق بين الطب النفسي والأخصائي النفسي لحل بعض المشكلات الزواجية حيث يتم مناظرة كلاً من طرفي الزواج في نفس الوقت بواسطة واحد من المعالجين منفرداً،وبعد ذلك يتم عقد جلسة رباعية تضم كلا المعالجين ـ الطبيب النفسي والأخصائي النفسي ـ وكل من طرفي المشكلة وهما الزوج والزوجة، ويعرف هذا الأسلوب بالجلسات الرباعية (Four-way session)، وقد ثبت من هذا التطبيق أنه عملي ويؤدي إلى نتائج جيدة‎.


* الوضع المهني للأخصائي النفسي:

من خلال الواقع العملي، ومن خلال المتابعة ومحاولة دراسة الوضع الحالي بالنسبة للأخصائيين النفسيين وظروفهم المهنية فإن هناك انطباعاً تؤيده الملاحظة والإحصائيات بأن هناك الكثير من الصعوبات والعوامل غير المواتية بالنسبة للعمل في هذا التخصص كمهنة في الكثير من البلاد العربية، ومن خلال العمل في المجال النفسي في مصر والكويت وبلدان في المنطقة وفي الدول الأوربية فإن الفارق لايزال كبيراً بين الشرق والغرب من حيث مسألة التحديد (Delineation) لمهنة الأخصائي النفسي والذي يمكن أن نزعم أنه لم يتم حتى الآن بشكل مقبول في بلادنا بينما استقر منذ وقت طويل في الدول الغربية‎.

ومن خلال الدراسات التي اهتمت بالوضع المهني للأخصائي النفسي، فإنه رغم تزايد الوعي بهذا الدور وتواجد أعداد من الأخصائيين النفسيين في المؤسسات التي تقدم خدمات الطب النفسي، إلا أن عدم الفهم للدور المطلوب من الأخصائى النفسي يظل حقيقة قائمة، وعدم قيام التعاون بين الأخصائي النفسي وغيره من العاملين في نفس المجال هو نتيجة مباشرة لأن الكثير من الإداريين لايفهمون المقصود بهذا المسمى، ولايعرفون على وجه التحديد ماهو عمله،وبعضهم يخلط بينه وبين الأخصائي الاجتماعي، أو بينه وبين الطبيب النفسي، ونتيجة لذلك يشكو الكثير من الأخصائيين النفسيين في مواقع مختلفة بينها مستشفيات كبرى للطب النفسي من مشكلة عدم الفهم لوضعهم المهني وهل هم من الفنيين كالأطباء أم من الإداريين كغيرهم من الموظفين، والغريب أن البعض منهم يوكل إليه أعمال بعيدة تماماً عن تخصصه ويعامل كأحد الموظفين الإداريين‎ وبالنسبة للأخصائيين النفسيين الذين يعملون في مجالات أخرى كان من الأمور الإيجابية الاتجاه الحالي إلى وجود أخصائي نفسي في كل مدرسة من مدارس التعليم العام بعد أن اقتصر وجودهم لوقت طويل على مدارس التربية الخاصة،ومراكز التأهيل المهني،كما أن هناك اتجاهاً لإلحاقهم بالمكاتب التي تقوم بفحص القوى العاملة للقيام باختبارات للمتقدمين للأعمال المختلفة، مع التوسع في طلب الأخصائيين النفسيين لمراكز التأهيل والإرشاد النفسي‎ ومن الصعوبات التي تواجه الأخصائيين النفسيين بالإضافة إلى عدم الفهم لمسمى هذه الوظيفة أو المهنة أنه لايوجد كادر وظيفي خاص بهم، ولاتوصيف للأعمال التي يقومون بها أو قواعد للمهنة (Code of ethics) على غرار التنظيم المعمول به في بريطانيا مثلاً، ويتم تشتيت جهودهم من خلال التداخل بين عملهم وبين المهن الأخرى، إضافة إلى مشكلات نقص إمكانيات التدريب والتأهيل لهم، وعدم توفر المقاييس، وافتقارهم إلى السجلات والبيانات حيث لايكون للأخصائي النفسي في عمله مكان خاص ملائم بعيد عن الضوضاء وعيون الآخرين ليمارس فيه عمله بحرية‎.


* الاستنتاج والتوصيات:

في ختام هذه المقالة التي قمنا فيها بعرض مقدمة نظرية حول طبيعة الأمراض النفسية والعلاج النفسي الحديث، والتعريف ببعض المفاهيم والاعتبارات العامة، ثم فكرة الفريق العلاجي ومجالات عمل الأخصائي النفسي والوضع المهني له، فإن انطباعاً قد تكوّن لدينا من خلال ذلك بأهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به الأخصائي النفسي في الفريق العلاجي، وتعدد المحاولات التي يمكن أن يتم الاستفادة بجهود الأخصائي النفسي حين تتوفر الظروف الملائمة ويتم تنظيم وتحديد للمهنة بالنسبة للأخصائيين النفسيين بصورة أفضل من الوضع الحالي‎.


- وهنا نوصي بما يلي:

الاهتمام بتحديث الخدمات النفسية بصفة عامة، مع التركيز على دور الفريق العلاجي بكل أفراده،والتوسع في هذا الاتجاه مع الاهتمام بالأخصائي النفسي كأحد أعضاء هذا الفريق‎.

تحقيق التعاون والتنسيق والتفاهم بين الأخصائي النفسي وبقية عناصر الفريق العلاجي،وبينه وبين بقية من يعملون معه في مؤسسات الرعاية النفسية المختلفة‎.

التحديد (Delineation) الدقيق لما يقوم به الأخصائي النفسي كمهنة (Profession) لها قواعدها، مع العمل على وضع وتحديد هذه القواعد بصورة واضحة‎.

الاهتمام بالإعداد والتدريب والتأهيل الجيد للأخصائي النفسي حتى يتمكن من القيام بدوره في مختلف المواقع،والحرص على الدورات التدريبية المستمرة‎.

إعداد كوادر تقوم بالخدمة النفسية بأعداد كافية وتوزيعهم على مختلف الأماكن، وتذليل الصعوبات التي تواجه الأخصائيين النفسيين وتعوقهم عن أداء عملهم‎.

الاهتمام بالتوعية النفسية للجميع بدور الأخصائي النفسي وبقية العاملين في مجال الخدمات النفسية بصفة عامة لتحقيق التعاون والفهم لدور الخدمات النفسية الحديثة في المجتمع‎.

* Bibliography:
الجمعية المصرية للدراسات النفسية (1987)‎ الوضع المهني للأخصائي النفسي في مصر‎ ندوة بالمؤتمر الثالث لعلم النفس بالقاهرة ــ يناير 1987‎.
حامد زهران فوزي إلياس (1989)‎ الأخصائي النفسي بوزارة التربية والتعليم‎
الكتاب السنوي في علم النفس الجمعية المصرية للدراسات النفسية ــ مجلد 6- 1989‎.
كمال دسوقي (1989)‎علم النفس يتخطى الباراديمية‎ الكتاب السنوي في علم النفس: الجمعية المصرية للدراسات النفسية ـ مجلد ـ 1989‎.
لطفي الشربيني 1995‎ تأثير العوامل الثقافية والإجتماعية على الأمراض النفسية في البيئية العربية‎ مجلة الثقافة النفسية ـ العدد 24-1995‎.
لطفي الشربيني 1996‎ وصمة المرض النفسي في البيئة العربية‎ ورقة مقدمة إلى مؤتمر الجمعية العالمية الإسلامية للصحة النفسية ـ لبنان 1996‎.


اعداد /حازم ابوحبيشي

دور الخدمة الاجتماعية في مواجهة الآثار السلبية للبطالة

دور الخدمة الاجتماعية في مواجهة الآثار السلبية للبطالة

تهدف الخدمة الاجتماعية إلى المساهمة في تحسين المستوى المعيشي للناس اقتصاديا واجتماعيا أي المساهمة في تحقيق المصالح العامة للمجتمعات وهي لا تهدف إلى تحقيق أهداف شخصية للقائمين بها أو العمل على إشباع رغباتهم وميولهم.
وتستند المهنة إلى معرفة عملية وأساليب فنية ومهارات تدربوا عليها لكي يستطيعوا تأدية مهامهم بكفاءة بهدف مساعدة الناس على معرفة مشكلاتهم والتوصل إلى حلول لها في حدود الإمكانيات المتاحة وذلك في إطار تغيرات في النظم الاجتماعية. ومن المشكلات التي تواجه الدول في الوقت الراهن وأيضاً الأفراد والجماعات فيها ما انعكس من نتائج سلبية للعولمة وبات لنا من الدافع الحاجة الماسة إلى ممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية بأسلوب يلائم هذه الأوضاع الجديدة سواء على مستوى الدول أو الوحدات الأصغر لكي ما تضطلع بمسئولية مهنية مهمة في هذا الصدد وهذه المسئوليات لا تستهدف المواجهة الشاملة لأنها تسهم مع تخصصات إنسانية أخرى من خلال أساليبها العلمية ومهاراتها الفنية للتخفيف والحد من الآثار الضارة التي تتمثل في صورة خروج عن الأمر والتوجيه مما يفقد الولاء والانتماء للهوية الوطنية واختراق للكيانات والدول في خصوصيتها مما أدى إلى استحكام الأزمة الاجتماعية كزيادة معدلات البطالة في الدول النامية وإفلاس المرافق العمومية وانهيار في سياسات الضمان الاجتماعي وزيادة نسبة الفقر وفساد نظام الإدارة. وتتضح العلاقة بين ممارسة الخدمة الاجتماعية ومواجهة الآثار السلبية للعولمة حيث أنها إحدى المهن التي تعمل في مجال مواجهة التحديات التي تواجه العلاقات الإنسانية الطبيعية وأصبحت الرعاية الاجتماعية ركناً هاماً تقدم في إطارها العديد من الخدمة الاجتماعية التي بدأت في التقلص سواء في حجم أو نوع هذه الخدمات وذلك كنتاج لتلك السياسات المنتهجة من قبل الشركات الضخمة التي أصبحت أساساً قوياً من أركان المجتمع المعاصر تؤثر في حياة كل فرد بشكل أو بأخر وعلى الرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي المذهل الذي حققه المجتمع حديثاً فمازال الإنسان هو محور الحياة على هذا الكوكب وأنه يتفاعل مع غيره ذلك التفاعل الذي يؤدي إلى إثراء حياته من ناحية ولكنه من ناحية أخرى قد يكون مصدراً لكثير من المتاعب والمشكلات ومن ثم فالمشكلات الفردية والجريمة تؤثر على حياة الإنسان ومن هنا يظهر إسهام الخدمة الاجتماعية مع المهن الأخرى في هذا المجال حيث تقوم الخدمة الاجتماعية بمساعدة الأفراد على التكيف مع النظم الاجتماعية ومحاولة تغيير نظم المجتمع في مناطق الخلل وبهذا يتضح أهمية هذا الدور الذي يمكن أن تقوم به المهنة في مكافحة تلك الآثار السلبية من زاوية تخصصها بالتنسيق مع بقية التخصصات لمواجهة العواقب الخطيرة للعولمة التي تتجسد في تهميش دور الدولة والعمل على غياب خدماتها الأمنية والصحية والثقافية وغياب الضوابط والقواعد الحاكمة للسلوك وظهور القوى الطامعة والجريمة المنظمة وقوى الاستغلال والانتهازية والقهر والبلطجة ونمو آليات ووسائل ساحقة كاسحة ضارة بالمنظومة القيمية في المجتمع مما يعنى ذلك الهيمنة وإلغاء الهوايات الثقافية والقومية والحضارات وهنا لابد أن تسعى الخدمة الاجتماعية إلى إقناع الأفراد والجماعات بالتعامل الصحيح مع ظاهرة العولمة وذلك بتحديد الذات الوطنية في كل أبعادها والعمل على تغيير الكثير من الاطروحات والمشروعات التي تتخذ أبعاد حضارية تدعو إلى التخلي عما يتمسك به الشعوب من قيم ونظم اجتماعية تجعل نسيج المجتمع متماسكا قادراً على مواجهة تلك التيارات الوافدة التي تستهدف انهيارها بصورة مباغته وشاملة. ويمكن بلورة ما دفع الباحث لإجراء هذه الدراسة العديد من العوامل وأهمها:- - طغيان العولمة على المجتمعات وما تتركه من أثار مدمرة تتطلب التدخل المهني للمواجهة. - معرفة الأدوار المهنية التي يمكن أن تسهم بها الخدمة الاجتماعية في مواجهة الآثار السلبية للعولمة وكيفية التعامل مع هذه الظاهرة. - اتساع نطاق تناول الظاهرة في العديد من التخصصات وردود الأفعال واسعة النطاق حول الظاهرة في معظم دول العالم بصفة عامة وفي الدول النامية بصفة خاصة. - استمرار جهود ومتطلبات مناهضو العولمة في كل مناسبة وكان آخرها المظاهرات التي صاحبت المؤتمر الاقتصادي بدبي وكل منتدى أو مؤتمر يكون البنك الدولي أو صندوق النقد طرفا فيه.

* ويمكن أن نحدد مفهوما للخدمة الاجتماعية في الصياغة التالية:- هي مهنة ذات طرق علمية لخدمة الإنسان والنظام الاجتماعي ويساعد كل منهما على حل مشكلاته وتنمية قدراته ويساعد النظم الاجتماعية على حسن القيام بدورها كما تعمل على إيجاد نظم اجتماعية جديدة تظهر حاجة المجتمع إليها في سبيل تحقيق رفاهية أفراده وتقوم على أسس وحقائق علمية وبهذا تؤدي ممارسة الخدمة الاجتماعية إلى التحسين والتغيير في المجتمع وتتضمن هذه الأنشطة العمل السياسي وتنظيم المجتمع ونشر التعليم في إدارة الخدمات الحكومية والتطوعية.
المعايير المهنية لممارسة الخدمة الاجتماعية

والجدير بالذكر هنا المعايير المهنية لممارسة الخدمة الاجتماعية وهي كالآتي:-

1- وجود عميل.
2- وجود مؤسسة (هيئة – منظمة – جمعية).
3- الأسلوب الفني المستخدم.
4- تحديد طبيعة سمات العميل.

5- تحديد المشكلة.

6- تحديد الاستخدام المهني.
7- تحديد الخدمة المطلوبة.
8- خدمة مهنية كافية.
9- مهارات فنية.
10- الالتزام بقيم وأخلاقيات المهنة.

11- نظم ولوائح مهنية.
12- المسئولية المهنية.

* أما العولمة فتعددت الرؤى حول تحديد مفاهيم لها باعتبارها نظام عالمي جديد يقوم على ثورة معلوماتية قائمة على تقنية غير محدودة دون اعتبار للأنظمة والحضارات والثقافات والقيم والحدود الجغرافية والسياسية القائمة في العمل وبهذا تتضمن أعداد هائلة من الاقتصاديات المحلية والإقليمية والوطنية في اقتصاد عالمي شامل لا مكان فيه للمخالفين وبهذا تعبر عن عالم يتحرك فيه رأس المال بغير قيود وتعتمد على الهيمنة الثقافية والاقتصادية وإزالة الحدود التفكيرية للدول الصغيرة وتعتمد في ذلك على آليات جديدة تحقق المستهدف. وأجريت هذه الدراسة على عينة قوامها مائتين من الأخصائيين الاجتماعيين في المجالات التعليمية والصحية والرعاية الاجتماعية بالمنطقة الغربية وعينة قوامها مائة من طلاب وطالبات جامعة أم القرى من أبناء المنطقة الغربية (العاصمة المقدسة ومحافظة الطائف ومحافظة جدة) لمعرفة آرائهم حول كيفية إسهام مهنة الخدمة الاجتماعية في مواجهة الآثار السلبية للعولمة وكانت دراسة وصفية تعتمد على استخدام "استمارة استبيان" وتضمنت بيانات حول المبحوث ومدى المعرفة حول العولمة ودرجة تأثيرها وكيفية مواجهة الآثار السلبية من خلال الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية وآراء لوضع سياسات نوعية لمواجهة الآثار السلبية للعولمة من خلال متخصصين آخرين إيماناً من مهنة الخدمة الاجتماعية بضرورة معالجة هذه القضايا بأسلوب ديناميكية العمل الفريقى وتبلورت أدوار الخدمة الاجتماعية من خلال مداخل علمية يمكن ممارستها في المجالات السابق ذكرها مثل العلاج المعرفي والعلاج السلوكي والتمركز حول العميل ويتم تدريب خريجي الخدمة الاجتماعية عليها من خلال مناهج الدراسة في طريقة خدمة الفرد.

* نتائج الدراسة وتوصياتها:-
1- أوضحت نتائج هذه الدراسة أن 99.4% من العينة سمعوا عن العولمة وشكلت وسائل الإعلام حوالي 64.9% من مصادر المعلومات حولها.


2- جاءت نتائج الدراسة بتصورات متباينة للمبحوثين حول مفهوم العولمة وآثارها.

3- أكدت نتائج الدراسة أن أخطر الآثار السلبية للعولمة تمثلت في القضاء على الهوية الوطنية ونشر ثقافات مخالفة وتهميش دور الدولة وغياب ضوابط السلوك وزيادة معدلات الجريمة وظهور تيارات سلوكية وافدة تؤدي إلى ظهور أنماط جديدة من العلاقات مما يؤثر سلبيا في الجوانب الثقافية والاجتماعية والمعرفية والسياسية والتعليمية والسلوكيات الدينية لدى بعض الناس.

4- أوضحت الدراسة اختلاف المبحوثين حول وجود جوانب إيجابية للعولمة وكذا تأثرهم بها.

5- وافق غالبية المبحوثين على أن للخدمة الاجتماعية دور يمكن أن تقوم به من خلال المداخل العلمية المشار إليها في مواجهة الآثار السلبية.

6- جاءت الدراسة بتصور علمي حول الدور المقترح للأخصائي الاجتماعي في المجالات التي شملها البحث (التعليمية/ الصحية/ الرعاية والشئون الاجتماعية) من خلال مجموعة من الخطوات كما يلي:- أولاً: مهام عملية يمارسها الأخصائي الاجتماعي:- أ- حصر المشكلات من خلال استطلاعات الرأي والاستبيانات التي يقوم بها. ب- دراسة الظواهر المرتبطة بظهور العولمة وخاصة لدى الشباب للوقوف على أسبابها ومظاهرها والآثار المترتبة عليها. جـ- الاشتراك في وضع الخطة العلاجية مع المتخصصين الآخرين حسب أهداف ووظائف المؤسسة التي ينتمي إليها. د- العمل على تعديل الأفكار والاتجاهات من خلال متطلبات العلاج المعرفي والعلاج السلوكي وتنمية روح الولاء والانتماء لدى الشباب من خلال تطبيق فنيات العلاج الوجودي وفنيات علاج التمركز حول العميل. هـ- إعداد قيادات شبابية في المؤسسات التعليمية لتحمل المسئولية من خلال برامج جماعية تهدف إلى تدعيم النسق القيمى وتدعيم النسق الأخلاقي للشباب. و- الاشتراك في برامج التوعية الدينية مع رجال الدين لتقوية الوازع الديني لدى الشباب. ز- مراقبة سلوك الشباب ورصده وتحليله للوقوف على درجات التأثر من الظواهر العالمية. ح- الإسهام في إقامة مشروعات خدمية لتنمية الوعي الديني وخدمة المجتمع والارتباط به. ط- عقد لقاءات مفتوحة قائمة على الحوار الصريح لمناقشة الأطروحات الفكرية في هذا السياق الفكري للبيئة الإسلامية والعربية والمحلية. ثانياً: التكنيكات المستخدمة لتحقيق هذه المهام:- أ- فنيات العلاج السلوكي. ب- فنيات العلاج المعرفي. جـ- فنيات العلاج الوجودي. د- فنيات علاج التمركز حول العميل.

7- أشارت نتائج الدراسة إلى أن هناك تأثيرات سلبية أخرى اتسمت بالطابع الاجتماعي وتبلورت فيما يلي:- - السيطرة على ثقافة الأطفال بشكل كبير وتفكك أسرى أضعف الانتماء الوطني وتشويش أفكار أكسب مجموعة من العادات السيئة وانخفاض الوازع الديني أدى إلى انحرافات سلوكية وأخلاقية.

8- أوضحت نتائج الدراسة أن رجال الدين لهم دور هام في المواجهة من خلال:- أ- تضمين الخطب والدروس الآثار السلبية للعولمة في كافة الأبعاد. ب- التوضيح من برامج إعلامية مخططة. جـ- نشر الوعي الديني من خلال عقد ندوات ومناقشات مفتوحة مع الشباب تتضمن الأفكار الإسلامية الصحيحة والرد على استفسارات الشباب التي يطرحونها.

9- أوضحت نتائج الدراسة أن المدارس والجامعات والمعاهد عليها مسئوليات محددة للإسهام في مواجهة هذه الآثار السلبية وذلك متمثلا فيما يلي:- أ- توضيح مفاهيم العولمة من خلال تطوير في البرامج التعليمية. ب- التحري والدقة في نشر المعلومات الصحيحة على الطلاب. جـ- حث الشباب على التمسك بالقرآن الكريم والسنة والمصادر التي توجه الشباب وتنشئهم على الدين الحنيف والسلوكيات المرتبطة بذلك. د- التوسع في الندوات والمحاضرات وفتح الحوارات مع الطلاب في المؤسسات التعليمية والجامعية. هـ- القيام بدراسات وبحوث حول الظواهر السلوكية للطلاب للعمل على المواجهة الفعالة القائمة على أسس علمية لتوصيفها.

10- أكدت نتائج الدراسة على ضرورة تضافر جهود الأسرة مع المؤسسات المجتمعية للإسهام الفعال في مواجهة هذه الآثار وذلك من خلال العمليات والخطوات التالية:- أ- التوجيه الأسري للأبناء الذي يتضمن فتح الحوارات مع الأبناء ومناقشاتهم فيما يتعرضون إليه من مشكلات والرقابة والتوجيه اللذان يحققان نمو في شخصية الأبناء وليس الحد من سلوكياتهم حتى لا يحدث مزيد من الضغوط تؤدي إلى انهيار انحرافي إن آجلاً أو عاجلاً. ب- دعم فئات الشباب وزيادة تدعيمهم وفتح مزيد من الأندية ومراكز الشباب التي تمتص طاقتهم وتوجه إبداعاتهم في إطار سياسة موجهه تستهدف بلورة المشاركة الفعالة لهم وكذلك تنمية الولاء والانتماء للوطن والدين. جـ- تدعيم أدوار المعلمين والتدريب المستمر لهم لكيفية التعامل بأسلوب يتفق مع روح العصر من خلال إطار ديني لمناقشة الطلاب في مشكلاتهم وحثهم على التفوق وتنمية القدرات الإبداعية والمهارات لديهم. د- تفعيل أدوار رجال الفكر والثقافة من خلال المنتديات الثقافية وترسيخ الثقافات الصحيحة والرد على ما يفد من تيارات ثقافية أجنبية بالحجة والإقناع والتنوع والتجديد في شكل النشرات الثقافية والمطويات. هـ- حث رجال الأعمال والاقتصاديين لتولى دور في المواجهة من خلال فتح قنوات اقتصادية واستثمارية في البلدان النامية فضلا عن التوسع في المشروعات التي تستوعب المزيد من الشباب في سوق العمل والحد من انتشار السلع الغربية واتباع النظم الاقتصادية الإسلامية في التعامل مع الهيئات الأجنبية ودعم الجمعيات مالياً لتضطلع بمسئوليات في نشر الوعي ومكافحة الآثار السلعية للعولمة ووضع البرامج الكفيلة بالمنافسة في الأسواق العالمية لتحقيق الهوية الاقتصادية الإسلامية. و- هناك مسئوليات يضطلع بها كل فرد في المجتمع للإسهام في مكافحة هذه الآثار تتبلور في المحافظة على المبادىء والتقاليد الأصيلة ودعم وسائل الإعلام والتفاعل معها بإيجابية ودعم الثقة بين القيادات والناس للعمل على زيادة روح الولاء والانتماء وإصلاح ذات البين ومحاربة التقاليد الغربية الوافدة وقبل كل ذلك تدين دور الأسرة في تنشئة وتوحيد أبنائها لتعود إلى وظائفها التي ساهمت العولمة في تركها وهجرها واوكالها لمؤسسات أخرى جنت علينا بالآثار السلبية للعولمة.

11- وأخيراً توصى الدراسة كما جاء في إحدى نتائجها بتفعيل وتدعيم دور الأخصائي الاجتماعي في جميع المستويات والمجالات خاصة في المجال التعليمي نظراً لما تتعرض تلك الفئة العمرية (الموجودة في مراحل التعليم المختلفة) للآثار السلبية ومن ثم وجبت المواجهة من خلال متخصص قادر مُعد إعداداً مهنية يؤهله لممارسة هذه الأدوار ويساير التغيرات الحادثة في المجتمع.

اعداد / حازم ابوحبيشي
المصدر: دكتورعبد المنصف حسن علي رشوان - أستاذ مساعد بكلية العلوم الاجتماعية- جامعة أم القرى